4 فبراير 2011

ماسونية الحكام العرب لأجل هيكلهم لا أقصانا



محمد الوليدي

نعرف أن أحد أهم اهداف الماسونية الرئيسية هو هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء هيكلها الثالث مكانه ، وأن هذا حلم الماسونيين في كل أنحاء العالم، وحتما منهم الحكام العرب والذين بلغوا مراتب رفيعة في سلك هذه المنظمة اليهودية ، بل أنني أجزم أن أكثرهم يتمنى هدم الأقصى وقيام الهيكل ليمنوا أنفسهم بزيارته والتمسح بشمعدانه قبل موتهم ،
خاصة وأنهم بذلوا الغالي والنفيس لتمكين الصهاينة من هذا الظرف.

إذن من ينتظر هؤلاء من أجل حماية المسجد الأقصى ، وهم الذين سلموه على طبق من ذهب عام ١٩٦٧ وقبل ذلك ذللوا كل الصعاب في طريق الصهاينة للوصول إليه ، خدعوا الشعب الفلسطيني أبان ثوراته وإضراباته ضد الأنجليز والصهاينة وأوقفوها بعهود ووعود ما وفوا بها أبدا ، وفي عام ١٩٤٨ أدخلوا جيوشهم لمساعدة العصابات الصهيونية على إستلام فلسطين حسب ما عاهدوا الوكالة اليهودية ، وخدعوا الشعب الفلسطيني عندما سحبوا سلاحه منه بحجة أنهم سيستخدموه ضد العصابات الصهيونية بطريقة منظمة! ، كما فككوا المنظمات الفلسطينية العسكرية ، ولم يكتفوا بذلك بل جندوا الشباب الفلسطيني المتحمس للقتال وحرفوه عن جهته الصحيحة ، ومنهم من وأدوهم في كمائن وكانت حجتهم نفاذ الذخيرة ، والويل لمن يخالف الأوامر فعقابة سيكون القتل أو المحاكمة ثم الأعدام ، ناهيك عن إنسحاباتهم المفاجئة من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها تمهيدا لدخول العصابات الصهيونية إليها ، حيث تركوا الشعب الفلسطيني وحيدا دون إستعداد ، تتناهشه وحوش العصابات وجيوش العرب تتفرج ، ومن تبقى منهم كانت تحمله عربات هذه الجيوش لبلدانها كما تم الإتفاق مسبقا ، حيث لاقى الفلسطيني في بلاد العرب من القتل أكثر مما لاقاه من الصهاينة ، بل بلغت بجندي سعودي أغتصب طالبة مدرسة فلسطينية أبان حرب إستعادة الكويت عام ١٩٩١ ، أن يعتبرها سبية حين أستحلفته بدينه أن يصون عرضها حين رأت لحيته الطويلة ، متناسيا هذا الخنزير أنه كان يقاتل تحت راية الفاتح جورج بوش.
إذن أواصر الأخوة الماسونية عند الأنظمة العربية أكبر وأسمى من أواصر الدين والعروبة ، ولذا فأي مسجد أقصى سيهمهم فيما لو هدم ؟! 
ورأينا كيف لم يرف لهم جفن وغزة تحترق بل أعانوا جزاريها بالحصار والتجويع وحتى ثمن السلاح. 
ثم يأتي دور منظمة المؤتمرالإسلامي التي تم تأسيسها من أجل القدس والأقصى بعد حريق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩ ،ولم تفعل شيئا يذكر من أجل القدس منذ تأسيسها ، ففي عام ١٩٧٥ لم تجد هذه المنظمة لرئاسة لجنة القدس سوى ماسونيا عريقا أبا عن جد ، وعاشقا لليهود حتى الثمالة وهو الملك الحسن الثاني ملك المغرب ، حيث لم تجتمع هذه اللجنة خلال ٢٤ عاما وهي فترة رئاسته ، سوى مرة واحدة وكان هدفها إعلاميا لا أكثر ، ويكفي عزاء الصهاينة فيه حين مات لنعرف في صالح من كان يرأس هذه اللجنة ، فهذا جزء من بيان رئيس الوزراء الصهيوني إيهود باراك بمناسبة موته :" .. لقد صُدم الشعب والحكومة في إسرائيل بإعلان وفاة الملك الحسن الثاني ملك المغرب، فطوال حياته أظهر الحسن الثاني شجاعة نادرة وحكمة سياسية جعلت منه رائداً في التقارب مع إسرائيل، وفي بناء جسور سياسية واقتصادية بين البلدين. وقد أصبح صديقاً لشعب إسرائيل كما كان حبيباً ليهود المغرب. إن إسرائيل كلها تحني رأسها أمام ذكراه وتشارك في الحزن العميق للشعب المغربي". 
وهذا بعض ما كتبه محرر القسم السياسي في صحيفة الجيروساليم بوست : " لقد كان سلوك الملك الحسن صاحب الوجه الصخري والعلاقة الوثيقة مع الغرب تجاه اليهود وتجاه إسرائيل سلوكاً يدعو للإعجاب. وفي حين أن معظم النظم العربية ناصبت إسرائيل العداء إلى درجة التهديد بإبادتها فإن الحسن سمح للموساد ( جهاز المخابرات الإسرائيلي ) بأن تقيم مركزاً كبيراً لها في المغرب ، وكذلك فقد كان هو الرجل الذي استضاف الاجتماع الأول بين موشى ديان وبين حسن التهامي مبعوث الرئيس السادات وكان هذا اللقاء (سنة 1977) هو الذي مهّد فيما بعد لاتفاقية كامب ديفيد".

ثم يأتي دور جامعة الدول العربية ، ما كانت في يوم من الأيام لأجل صالح العرب ، مؤسسها أنطوني أيدن وزير خارجية بريطانيا آنذاك ، من كبار الماسونيين ومشاهيرهم في العالم ، ولا عجب أنه كان المحرك الأكبر فيما بعد لتحالف بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني في شن العدوان الثلاثي سنة 1956 على مصر.
كذلك الذي احتضن جامعة الدول العربية في البداية من العرب وهم : الملك فاروق وحزب الوفد ، والملك فاروق كان ماسونيا عريقا وبالوراثة وكان يحمل أرفع المراتب الماسونية ، أما حزب الوفد فيكفي أن أهم أثنين من مؤسسيه وهم سعد زغلول ومحمد فريد اعترفوا شخصيا بماسونيتهم ، أيضا الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام ، كان ماسونيا ومؤسس احدى واجهات الماسونية المناهضة لدولة الخلافة العثمانية وهي جمعية أبو الهول عندما كان في لندن . 
لذا كان لها أسوأ الأدوار في حرب فلسطين 1948 فقد ساعد جيش إنقاذها العصابات الصهيونية ضد قوات الجهاد المقدس الفلسطينية بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني والمسؤولة عن حماية القدس ، ثم ارسلت أحد ضباطها وهو فاضل عبد الله ليتولى حماية القدس! حيث عثر عليه في أوج معارك القدس نائما في غرفة بجانب المسجد الأقصى ، ورفعت فيه العديد من الشكاوى التي تتهمه بالجبن والغباء وكثرة النوم! وقد فضحه عراقيون كانوا في صفوف المتطوعين في حامية القدس حين نصحهم بترك المعركة "لأنها محسومة مسبقا "، وقال لهم : "أنتم من بلدي وتعزون علي" !!.
وظهرت قيمة القدس عند هذه الجامعة في رد القائد العام لجيش الإنقاذ إسماعيل صفوت على نداءات الفلسطينيين من أجل إنقاذ القدس حين كانت العصابات الصهيونية تتقدم نحوها ،حين قال : دعوا القدس تسقط لأن ليس لها اهمية إستراتيجية ، ونستطيع استعادتها متى شئنا!.
أما قيمة القدس في هذه الآونة فهي نصف بليون دولار عند جامعة الدول العربية التي أعلنتها في قمتها الأخيرة ،والتي لا زالت تمارس دورها الخياني دون خجل ، نصف بليون دولار والذي سيدفع حتما لسلطة محمود عباس حيث سيذهب جزء منه لحسابات أفراد عصابته والجزء الآخر سيذهب لقمع وإسكات كل صوت سينطلق من أجل إنقاذ الأقصى ،هذا بالطبع إن تم دفعه ، إن لم يكن حاله كحال بليون الملك السعودي عبد الله من أجل غزة حيث شبع أهلها موتا وجوعا وقهرا ولم يصل بعد.
ثم يأتي دور الثوار الذين أفلسوا من كل شيء في الخارج فحملوا ما تبقى من ثورتهم وباعوها في مداولات أوسلو ، حيث قبلوا بأحط شروط لا يمكن أن يقبل بها كل من عنده ذرة كرامة ، ونتج عنها أخطر كارثة يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عام ١٩٤٨ ، ثم تحولوا الى مافيا سيوفها مسلطة على رقاب الشعب الفلسطيني تنهبه وتتاجر في وطنه وشرفه دون حسيب أو رقيب ، يدها في يد المحتل الصهيوني في كل ما هو ضد الشعب الفلسطيني ، أما القدس في عرفهم فهي على الرف ، حتى أنهم تركوا النقاش حولها في آخر المفاوضات والتي لم تنته بعد ولن تنته وهم يعرفون ذلك جيدا ، وقد فضحهم الصهيوني شيمعون بيرس حين قال " أن أوسلو حفظت لنا القدس التي تنازل عنها عرفات ليأخذ غزة".
ويكفي أن عشرة أعضاء في منظمة مجلس العلاقات الخارجية الماسونية ، كانوا خلف الكواليس في إتفاق أوسلو الذي وقع بين الكيان الصهيوني وهؤلاء الزعران الذي أبتلت بهم فلسطين.
والمأساة أن محمود عباس الذي يتحكم في الشعب الفلسطيني الآن هو الذي أدار مداولات أوسلو ، وهو نفسه الذي يمنع أهل الضفة الآن من التضامن مع إخوتهم في القدس ، وهو الذي سحب السلاح من الفلسطينيين عام ٢٠٠٥ مع سلام فياض ،هل تعلمون لماذا سحبوا السلاح ؟ كان من أجل ظرف كهذا أو ظرف يهدم فيه الأقصى ، كنت قد صرخت وقتها ولم يسمعني أحد ، فهم يعلمون بأنهم لن يسلموا فيما لو جرى شيئا للأقصى ، لذا أدعى محمود عباس بأنه تزحلق في الحمام حتى لا يعود في ظل أحداث الأقصى المستعرة .
يظل المقدسيون وحدهم يحمون مسرى نبيهم بصدورهم العارية أمام عدو تلمودي مدجج بكل أسلحة الدنيا ، وخلفهم كلاب المحافل الماسونية تنهش كل من أراد عونهم ، وخلفهم أيضا قبائل المنافقين التي رأت ألف كفر بواح ولم تثر بعد.
رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق