13 ديسمبر 2010

مذكرات اسير


مذكرات أسير
كنت محلقاً في سماء بلادي كنسر جامح لا يخاف حتى الممات
كانت أكبر أحلامي أن أعيش آمنا بين أهلي وناسي
حلم كبير أليس كذلك؟؟!!
نعم كبير لأنني أعيش في فلسطين
أعيش في بلد النضال , بلد الأبطال والأحرار
ذهبت في ذلك اليوم للقاء أمي القادمة من الحج , كانت فرحتي كبيرة للقاء أعز الأحباب , وما أن ظهر وجه أمي اللامع البراق , فإذا بيد ثقيلة وضعت على كتفي , التفت ورائي وقبل أن أرى من صاحب اليد الثقيلة , ضرب رأسي وأغمي علي و شعرت أن الأرض
تدور من حولي , أفقت من غيبوبتي كان أملي أن أكون في حضن أمي ......... لكن وجدت نفسي في أحضان السجون القاسية , تحتضنني وتقول لي أهلاً بك , لا تخف ما زلت على قطعة من فلسطين
قلت لها ك قطعة مظلمة , باردة , فارغة كأنها قبر فوق الأرض
تبسمت وقالت كن أقوى ممن جلبك إلي فما ذنبي أنا
إن وضع الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب
أنت مكانك في ؟أعلى الدرجات , أنت مقاوم فلسطيني , أنت سجين فلسطيني , أنت مرابط فلسطيني
خففت كلماتها آلامي وأحزاني .... وفي وسط حديثي
فتح باب السجن ودخل منه رجل كأنه عملاق من عمالقة الحكاية , وأحضر لي طعاماً لا تأكله قطة , فقلت : لما أنا هنا ؟! , قال: لأنك فلسطيني ضربت حجراً علينا في تلك المواجهات التي حصلت أمس , وهذا جزاؤك ستبقى عندنا
ذهب ذلك القذر وارتحت من رائحته النتنة التي كادت تخرج أمعائي من أحشائي , عذبت , نعم في اليوم التالي ضربت وعذبت ومن مرارة السجون شربت
كهرباء , ماء , عصي وأسلاك من حديد كل تلك أساليب تعذيب ولماذا ؟! لأنني ضربت حجراً ............. فما أقساك يا زمان وما أقسى الظلم والحرمان , لكن تكالي على رب العالمين فهو أكرم من أي إنسان .
نعم سأحصل على الحرية مهما طال الزمان , فلا تهنأ يا عدوي فأنا قادم ...... أولادي وأحفادي وأحفاد أحفادي كلنا قادمون لردعك وصدك فلن ندعك تهنأ بقطعة من فلسطين , بقطعة من روحنا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق