24 نوفمبر 2011

لافرق بين الطفل الفلسطيني والطفل السوري ياحسن نصر الله


بعض الناس تصدوا للمسألة الشائكة التي تولدت عن انحياز حزب الله الى نظلم الأسد ضد شعبه بالقول، ان حزب الله لم يكن يوماً حزباً ديمقراطياً. وأخرون قالوا، ان حزب الله لم يخفي دعمه الكامل لنظام الأسد. ووجهوا اسئلتهم الينا مستفسرين عن سر استغرابنا موقف حزب الله من الثورة السورية؟ لهؤلاء أقول: أنتم على حق. لماذا كل هذه الدهشة والاستغراب؟
نحن الداعمين للمقاومة كنا مضللين كل هذه السنوات. بالطبع، ليس لأننا مجموعة من الحمقى والجهلة، بل لأننا في اعماق اعماقنا كنا نريد ان نصدق ان حزب الله يسترشد بالحق والعدل في عمله. لقد تواطئنا على ان لا نسأل انفسنا عن سر تفرد حزب الله بالمقاومة، وعن دوره في تصفية المقاومات الأخرى خلال الحرب وبعدها؟ وتجاهلنا عن سابق اصرار، كون حزب الله كان ولا يزال الحليف الأول لنظام الأسد، النظام نفسه الذي ارتكب مجازر حماة في العام 1982 ، تلك التي ذهب ضحيتها ما يزيد على العشرين ألف مواطن سوري. وتجاهلنا طوعاً حقيقة ان النظام السوري ليس بذاك النظام المقاوم، وانه لا يقاوم حيث جولانه محتل.نعم، لقد كان هناك نوع من التواطؤ الجماعي بيننا، على تجاهل جملة حقائق قاسية ومحرجة، عن هوية المقاومة وسياساتها في سبيل هدف نبيل وانساني، فلسطين. هذ صار من الماض، أما الأن فان الثورات التي حدثت وتحدث في عالمنا العربي، قلبت الأمور رأساً على عقب وبدلت شروط الواقع. لقد فتحت هذه الثورات أعيننا على تاريخنا، وحاضرنا وعلى حاجتنا لصنع مستقبل أفضل.ومن ثم جعلتنا ننتبه الى اننا اذا اردنا حقاً تحرير فلسطين، فعلينا أن نبدأ أولاً، بتحرير أنفسنا

كلام حسن نصرالله عن الثورة السورية وارساله لرجاله للمساعدة في مجازر بشار الاسد في الشعب السوري وضع نهاية لمصداقيته وحقيقة نظاله المؤامرة الوحيدة الموجودة الآن هي المؤامرة التي يخترعها لنفسه حزب الله. هل بامكان أحدا ان يشرح تحت أي ظرف يجب علينا ان نسمح بمجازر الأسد ونستنكر تلك الإسرائيلية؟! هل هناك قاتل جيد وأخر سيء؟ بالطبع لا.في خطابه اعتبر حسن نصرالله ما قاله نتنياهو امام منظمة "ايباك" اهانة للعرب ورفض للحق الفلسطيني. وهذا صحيح تماما لكن ماذا عنك يا سيد؟ ماذا عن خطابك الأخير؟بموقفه مما يجري في سوريا لم يوجه الاهانة فقط الى الشعب السوري وكرامته ولكنه اهان نفسه ايضا! ومن الان وصاعدا لن يكون في وسع احد ان يصدق حسن نصر الله حين يغضب لمقتل طفل فلسطيني على يد المحتل الاسرائيلي ببساطة لأنه لم تفعل الشيء نفسه لمقتل الطفل السوري برصاص نظام الأسد بل ساعدت في قتله ولايوجد فرق بين الطفل الفلسطيني الذي يقتل على ايدي عصابة نتنياهو وبين الطفل السوري الذي يقتل على يد عصابة بشار ورجالك فالمجازر واحدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق