24 فبراير 2012

هوس المتاجرة بالقضية الفلسطية

القضية الفلسطينية هي العروس التي يتغزل بها الخطاب ولا يدفع أحد مهرها، وهي القضية التي يتاجر فيها الخبثاء والمتاجرون في جراح الأمة، وقد بدأت هذه المتاجرة منذ احتلال فلسطين حيث التقى الصهاينة البعض في فلسطين واتفقوا معهم على خطة خبيثة لوأد القضية والمتاجرة فيها جماهيريا من دون فعل حتى يتمكن الصهاينة من تدعيم أركان الدولة الصهيونية , وقد قتل البطل أحمد عبدالعزيز بأيدي الغادرين المتاجرين، ورفع هؤلاء شعارات الأسلحة الفاسدة وتحرير فلسطين وكانت نكبة (1948) ووعدونا بإلقاء اليهود في البحر وتحمست الجماهير للحرب على الصهاينة وفوجئنا بنكبة (1967) حيث دخلنا الحرب من دون استعداد ووصل اليهود إلى قناة السويس. 
ودفع العرب الكثير بسبب الشعارات الكاذبة وجاءت حرب (1973) لينتقم الجندي المصري والقائد المصري من المتآمرين ويلقن الصهاينة درسا لن ينسوه ثم جاءت إيران لتتاجر في القضية وحاولت طمس نصر (1973) وساعد حزب الله على طمس هذه الحرب المجيدة وتاجر مع إيران في القضية كل ذلك لاحتلال مركز الزعامة الشعبية. 

وفعلا انخدعت الجماهير ورفعت صور زعماء الحرب على اليهود، وفجأة فوجئ هؤلاء بأنهم كانوا مخدوعين فمن رفعوا شعار القضاء على إسرائيل ومن خلف إسرائيل قاموا بالتآمر على العرب في العراق والبحرين ووصلت الأيادي المتآمرة إلى الحدود المصرية والتجسس على مصر ومحاولة ضم غزة إلى معسكر إيران وحزب الله. 

وتاجر بن علي كثيرا باالقضية الفلسطينية ومن قبله نظام حسني مبارك في القضية وفوجئنا بالقذافي يحذر الغرب من أنه لو قضي عليه فإن الخطر محدق ومحقق لإسرائيل , وكذلك صرح مسئول سوري بأن القضاء على النظام السوري يمثل خطورة على أمن إسرائيل، وكذلك فعلت فلول النظام المخلوع في مصر حيث رفعوا شعار تحرير فلسطين وأرادوا الذهاب في مسيرة إلى رفح والمقصود من هذا إرجاع الاسطوانة المشروخة ضد إسرائيل مع مصر ورفعت شعارات الهدف منها تخويف إسرائيل من ثورة الشباب في مصر حتى يتعاون هؤلاء مع إسرائيل وأمريكا للقضاء على الثورة المصرية المجيدة (ثورة 25 يناير) ( وما حدث أمام السفارة الإسرائيلية من فلول النظام المصري إلا حلقة في سلسلة تخويف إسرائيل من الثوار واستعداء أمريكا والغرب علينا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الهدوء وعدم فتح جبهات مع الأعداء حتى لا ندخل معهم في حرب خاسرة كما حدث في نكبة 1967م.

إن المتاجرة في القضية الفلسطينية اشترك فيها حتى بعض القيادات الفلسطينية التي تاجرت مع الصهاينة في توريد الأسمنت والحديد لبناء الجدار والمستوطنات، وهناك من القيادات الفلسطينية من تآمرت على الفلسطينيين في غزة للقضاء على بعض القيادات الفلسطينية وتسميم الرئيس عرفات. 

و استغلت المعابر للمتاجرة في القضية الفلسطينية من جانب بعض الفلسطينيين وبعض نظام حسني مبارك وبعض المنتفعين في سيناء والمتاجرين في القضية الفلسطينية. 
عندما أخلص القادة في مصر تمت المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية في ساعات، وقد ساعدت القلاقل في سوريا على إقبال بعض الفلسطينيين على المصالحة عندما أحسوا بالخطر يهددهم شخصيا في مواقع إقامتهم. 

فلسطين لن تتحرر بالمتاجرين فيها ولن تتحرر على أيدي الزعماء العملاء والديماغوجيين والمبتدعين في الدين، فلسطين ستحرر بإذن الله على أيدي رجال قال الله تعالى في أسلافهم (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب – 23) ، فلسطين ستتحرر بإذن الله على أيدي الرجال الصادقين، الصادقين في إصلاحاتهم الداخلية المعدين للقوة الحقيقية: القوة الإيمانية القوة العلمية والقوة الاقتصادية والقوة السياسية والقوة الثقافية والقوة الاجتماعية والقوة الاتحادية.

رجال ما بدلوا تبديلا متبعون غير مبتدعين , لا يرفعون الشعارات الكاذبة، ويفتعلون الحروب من أجل الزعامة ودغدغة عواطف الجماهير، فلسطين لن تتحرر بالطائفيين ولا بالحاقدين على العرب والمسلمين المخططين للقضاء على خلف الجيل الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر: (اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا) العصابة الموحدة، العصابة الصادقة، العصابة المجاهدة التي فتحت البلدان ووطدت الإسلام في البلدان، إنهم أحفاد ربعي بن عامر الذي قال لقائد الفرس (الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)، إنهم أحفاد جعفر ابن أبي طالب الذي قتل في مؤتة مقبلا غير مدبر، وقطعت يمناه فحمل الراية بيسراه، فقطعت فاحتضنها بعضديه، هذا الجيل الصادق هو الذي سيحرر فلسطين والقدس أما المسعرون للفتنة بين المسلمين فلن يأتي النصر على أيديهم أبدا لأن الله لا يصلح عمل المفسدين.حتى لو ادعوا أنهم المقاومون لإسرائيل والممانعون من الصلح معها , فهذه التمثيلية لم تعد تنطلي على العالمين بحقيقة الأمور . 

على المتاجرين في قضية فلسطين أن يعلموا أن الجماهير العربية خرجت من قمقمها وتحررت من قيود العملاء والاستعمار ولن يستطيع أحد بعد اليوم أن يخدعها أو يجرها إلى تجارة خاسرة في قضية فلسطين. 

إن المتاجرين في القضية الفلسطينية أخطر على التوحيد وأمة التوحيد والقضية الفلسطينية من الصهاينة والصليبيين وأعداء العرب والمسلمين فأفيقوا يا غافلين يا مغفلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق