من كل مكان سنعود

سألوني كثيـرا عن الغربة .. جمالها .. ألمها .. ومدى الاستفادة من تجاربـها. 

واي تجارب هذه التي لن تمحي عن وجهي أثر ليل الغربــة ..!..

هي الموت في الحيــاة .. هي استنكار الذات في دهاليـز الحياة .. 

هي البحث عن وطن ! ..حيـن تكون اللا أرض لك والوطن هذا ليـس لك 

فاعلم أنك تعيـش داخل دوامـة الغربــة .. 

كفى ظلم وظلام كفاك نثر أحزان أمـة الأوهام 

فالحق سيعود يوما لا محالة ومجدنـا سيصعد عاليا 

نعم يــا أبي سنعود ونعشق الوطن حتى الثمالة 

نبني منزل الأحلام في الوطن ونزرع بذرة السلام البيضاء 

في كل مكان .. فوق أقدار الزمن 

سنحلق بلا أجنحة يـا أبي ونتقبل حكم عدلنـا الظالم 

ستتأرجح الحقائق على الأعلام 

سنرسم أحلام الحياة في وطن 

قـد عاش فينـا .. بكل الآمال والألوان 

سنعــود يوما يا أبي

سنعيــش .. وخيـال الموت ينتصب أمامنـا كإشارة سوداء..

لن نذهب للبعيــد .. لكن لا للعودة للغربـــة ..! 

سنعيـش . حتى لو فقدنا النفس والروح والجســد 

لأن حياتنـا بالأصل قائمة على الأحلام .. أحلامُ الفنـاء ..

فستتدارك النفس نفسهـا .. وتصمد أمام السراب .. 

مهما ظُلمنــا .. تعذبنــا .. وتكلمنـــا 

سنعيــش .. لنترقب بدايــة فجرٍ جديــد .. 

الحياة بلا وطن .. كالميت بلا كفن

فلا إكرام و لا كرامة !

في أرض غير أرضي ولدت

و في أرض غير أرضي ترعرعت

اعتدت على الغربة

لأنها لم تفارقني عشرون عاماً

و بعد خمس أعوام .. 

سوف أحوز على الميدالية البرونزية في .. الغربة !

مهما كتبنا عن آلام الغربية التي نعيشها .. فلن نوفي "أنفسنا" حقها من الهجاء 

و مهما ظن أبناء بلادي .. في بلادي .. بأننا سعداء .. فهم مخطئون 

لا لتعاستنا .. و يا "للبؤساء"

احاسيس تختلج انفسنا

ومشاعر تصرخ بداخلنا

وبراكين تحتاج لثوانُ معدودات وتتفجر

ولكن ليس هناك من يسمع

نموت ونحيا

نعيش وتغترب

وحلم العودة بات يلازمنا

ويمر كالسراب من أمام أعيننا

ولكن لا من مفر

لامكان لنا ولا وطن

مشردون 

مبعثرون

على الأرصفة

كتب بالخط العريض

لاجئون

سنعود يوماً .. ولكن متى ؟

كم هو شعور صعب,قاسٍ ,مرّ

وُلدت في مكان غريب.!

ومرت السنين , لأجد نفسي في مكان ليس بوطني

ليس المكان الذي إذا وضعت قدمي على أرضه

فاح منه عبـقٌ مختلف عن أي شيء آخر ..

المكان الحقيقي الذي انتمي إليه

سأعود إليك يا وطني يوماً ما, فكن بانتظاري