28 مايو 2011

عندما تكون الجنسيه عبئا على صاحبها




لاشك عندما تقرأ هذا العنوان ستدرك فورا أن الفلسطيني دون غيره  هو المعني بهذه العباره  فلا يوجد أحد غيره أو دونه يحل به النحس وتكاد تطارده  اللعنه أينما ذهب لا لشئ إلا فقط  لكونه يحمل على كاهله عبء جنسيته الفلسطينيه 
، فحقيقه الأمر أن قدرا كبيرا من المآسي و العذابات التي تعرض لها الفلسطينيون عبرمحطات نزوحهم التاريخيه  هي في أساسه ضريبه يدفعونها ثمنا لجنسيتهم الفلسطينيه و التي تعني عند الكثير خوفا و توجسا و ريبه.  


لذلك لا أدهش عندما أشاهد رموزا و أحيانا نجوما من شتى الميادين في مجتمعاتنا العربيه ، بل و كذلك أناس عاديين  يتملصون من فلسطينيتهم و ينكرونها  من خلال جوزات سفر لجنسيات مختلفه يحملونها أو بتعمد إخفاء حقيقه إنتماءاتهم بالتظاهر و كأنهم من أصول أخرى مختلفه، لدرجه أن بعضهم يكاد يصدق هذا الزيف الذي ألصقه بنفسه بالرغم من  جذوره ودماءه الفلسطينيه التي تجري في عروقه  ،  الذين مثل هؤلاء لديهم قناعه بأنه من الأسلم له عدم الإفصاح عن هويته خشيه من ضياع فرصه عمل أو حتى لايسارع الآخرون  بإتخاذ موقفا سلبيا منه مجرد كونه فلسطينيا ، لأن هناك (في عالمنا) من يتوجسون من مجرد ذكر كلمه (فلسطيني )و للأسف هؤلاء ليسوا بقله ، و هناك روايات كثيره شاهدتها  بل وعايشتها تدلل علي ذلك ممايجعل الكثير من الفلسطينين يتملكهم الإستفزاز جراء هذا الظلم الواقع على أبناء جلدتهم  فتجدهم يصبحون أكثر إصرارا على  التشبث بهويتهم الأم  و التمسك بها بالرغم من أن معظمهم يتمتعون بجنسيات أخرى حصلوا عليها في بلدان مختلفه عاشوا بها ومنهم من لم يشاهد فلسطين إلا في أحلامه إلا أن إعتزازهم بانتمائهم لها لا تشوبه شائبه . لكن ماذا بالنسبه للفريق الفلسطيني الآخر ، أي أولئك الذين يتجنبون الإفصاح عن أصولهم الفلسطينيه خشيه من المصير البائس أن يصيبهم أو أن تلاحقهم اللعنه التي تنزل بالفلسطيني أينما حل .
 و رغم إختلافي مع أصحاب هذا المنطق إلا أن لكل إنسان  فكره  و إرادته ،  لا يملك أحد أن ينازعه فيهما و خاصه الفلسطيني فهو نموذج للإستثناء لأنه يعبرعن حالّ متفرده .بل لا أبالغ إن قلت أن الفلسطيني بحد ذاته هو الإستثناء نفسه  ، و أكاد أعتقد أن كلمه (إستثناء ) في معجم اللغه وجدت من أجله خصيصا .  لذلك فإنني أتفهم جيدا كيف يمكن لشخص أن يتوجس خشيه من أن يقبض عليه أحد متلبسا بفلسطينيته و كأنه متهما عليه أن يثبت براءته من دم يعقوب ،  هذا المنطق  أعارضه  و لا أطرحه هنا كي أروج  له كوسيله  ناجعه للهروب يمكن للفلسطيني أن ينتهجها أو خارطه طريق للخلاص عليه أن يسلكها   !!  لكن أتناوله كأمر واقع موجود له أتباعه ومريديه ، وهو يعكس حجم المخاوف لدى هؤلاء و التي بت الآن أتفهمها تماما ، خاصه بعد التجربه التي عايشتها  مؤخرا ، و ذلك عندما وجدت نفسي مقحمه في شأن  الفلسطينين العالقين في ليبيا  من الذين تكبدوا كم كبير من الشقاء مضاعفا  فقط لكونهم فلسطينين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق