15 يونيو 2011

التهافت العربي على التطبيع مع العدو الصهيوني



رغم ما يمثله وجود الكيان الصهيوني من خطر جاثم على صدور امتنا بشكل عام، وعلى فلسطين بشكل خاص، الا انه مازال هناك البعض من العرب من رسميين وغير رسميين، يلهثون وراء التطبيع مع " اسرائيل "،
وكأنها واحدة من دول المنطقة، صاحبة حق مشروع في الوجود، كادعاءات هؤلاء ان " اسرائيل " امر واقع، وكأن كل امر واقع يحمل في طياته شرعية الوجود. 




ورغم ما يمثله الصلف الصهيوني في ممارسة الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة، والضعف والهوان الذي يواجهه مثل هذا الصلف، حد عرض التوقف الآني عن الاستيطان و تسمين المستوطنات مقابل التطبيع مع الدول العربية، متجاهلا الاحتلال للاراضي العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، الا ان اطرافا من النظام العربي الرسمي، ما زالت تلهث وراء ممارسة التطبيع، وتسعى بكل الوسائل والطرق لخلق المبررات والحجج الواهية في التغطية على ممارساتها، عندما تصطدم بالرفض العلني لها، من قبل مؤسسات المجتمع المدني والجماهير الشعبية .


ان التمادي في الممارسات التطبيعية، هو تمادي في التجاوز على الثوابت الوطنية والقومية والدينية، لان اليهود تاريخيا ودينيا اكثر عداء للعرب والمسلمين، وهم يحتلون الارض العربية، ويقيمون كيانهم اللاشرعي على حساب شعب عربي، ويمارسون كل انواع التآمر على الامة ووحدتها وتطلعات ابنائها، فمن يدلني على عمل عدائي واحد لم تقترفه ايادي الحركة الصهيونية، في مواجهة العرب والمسلمين، وفي تحالفاتها مع الامبريالية الاوروبية والاميركية في تدمير هذه الامة ؟، والعمل على بقائها في خانة التخلف والذل والهوان . 


ممارسات التطبيع اصبحت على اكثر من صعيد رسمي وغير رسمي، وهي لا تخدم الا العدو واهدافه العدوانية، ويأتي التطبيع على اشكال كالتطبيع الثقافي والسياسي والاقتصادي، وجميعها موقوفة لخدمة " اسرائيل"، وتأتي على حساب الشعور الوطني والقومي والديني، لا بل ان اطرافا رسمية تراها متحمسة لممارسة التطبيع، حتى وان ضحت بالمصلحة الوطنية، وحقوق الجماهير الشعبية، وتنبري مثل هذه الاطراف بالتشدق في خدمة المصلحة الوطنية، وانسجاما مع العلاقات فيما يتعلق بتلك الدول التي لها علاقات سياسية او تجارية مع " اسرائيل ". 


التطبيع مع العدو الصهيوني الرسمي والشعبي خيانة وطنية وقومية ودينية، ولا ينفع معه اية تبريرات، فالنصوص واضحة في ادانته، ولا ينفع تبريرات من هذا المأفون او ذاك، ولا يخدم اية انواع من المصالح مع من يحتل الارض، ويدنس المقدسات، ويسعى جاهدا لطمس هوية الارض، وطرد المواطنيين اصحاب الحقوق المشروعة من بيوتهم واراضيهم. 


ان اية علاقات رسمية وغير رسمية مع العدو الصهيوني مرفوضة، ولا يجوز ان نسكت عنها، ويجب فضحها وادانة الذين يمارسونها ايا كانت مواقعهم، لابل والتشهير، بهم فهم يمارسون طعن الامة في ظهرها، لانهم يناصرون عدوها عليها، ويغلبون مصالحهم او مرضهم الخياني على حساب الوطن والمواطنين، ومن يمارسه فهو عدو الله والناس حتى يوم الدين. 


ان مؤسسات المجتمع المدني، احزاب ونقابات ولجان مقاومة التطبيع مدعوة ان تعمل بقوة، على فضح كل ممارسات التطبيع، وان تقوم بتشهير كل الذين يصرون على ممارسته، لان مثل هؤلاء يسددون سلاحهم الى نحور ابناء الشعب، وهم يلوثون حياتنا وقيمنا وديننا ويسيئون الى تاريخنا، لصالح عدونا، الذي لا يتورع ولو للحظة واحدة عن ايذاء شعبنا في الداخل، والعمل على تدمير امتنا، والتآمر عليها، فاصابعه واضحة وضوح الشمس في التآمر على العراق وفي غزوه واحتلاله، وكذلك في السودان....الخ. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق