30 سبتمبر 2011

تقارير استخبارية تكشف عمليات الجوسسة اللاسرائيلية بالجملة




تقارير استخبارية تكشف عمليات اسرائيلية بالجملة

مخابرات فرنسا كشفت الجاسوس عدنان ياسين ردا على اغتيال عاطف بسيسو

ـ مساعد وزير الداخلية التونسي شارك في اغتيال أبو جهاد وعملية حمام الشط التي استهدفت عرفات
ـ الموساد خطط لاغتيال عرفات سنة 1968 في العاصمة السورية لكن ليفي اشكول رفض المصادقة
ـ تفاصيل لقاء ساخن جمع مدير المخابرات الفرنسية مع مدير الموساد الذي خرج مطأطئ الرأس




كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر الإربعاء عن دور للمخابرات والقضاء الفرنسيين في كشف عدنان ياسين، العميل الفلسطيني للموساد الإسرائيلي، ودور له في اغتيال شخصيات قيادية فلسطينية في تونس مثل خليل الوزير نائب القائد العام للثورة الفلسطينية، وعاطف بسيسو المسؤول الأمني الفلسطيني الكبير؛ فيما كشفت صحف تونسية صادرة أمس عن دور لأحمد بنور مساعد وزير الداخلية التونسي في اغتيال لوزير وبسيسو.

بالتزامن، صدر كتاب في اسرائيل لمؤلفه اهارون كلاين، وهو ضابط مخابرات اسرائيلي سابق يعمل حاليا محاضرا في الجامعة العبرية، يكشف فيه النقاب عن أن الموساد الإسرائيلي سبق أن خطط لاغتيال ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق في دمشق، وأن اسحاق شامير رئيس وزراء اسرائيل الأسبق هو الذي اتخذ قرار قتل بسيسو في باريس. ويشرح الكتاب تفاصيل مواجهة ساخنة بين مدير المخابرات الفرنسية ومدير الموساد تمت في مكتب الأول في باريس، على خلفية اغتيال بسيسو في العاصمة الفرنسية.

تقرير "يديعوت احرونوت"

تقرير "يديعوت احرونوت" قال:

بعد مرور اكثر من 12 عاما علي اعتقال الجاسوس الفلسطيني عدنان ياسين في تونس وانكشاف امره بانه كان عميلا للموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) وبعد ان نفت الدولة العبرية طيلة هذه السنوات ان يكون ياسين قد عمل لصالح الموساد، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في عددها الصادر الاربعاء لاول مرة ان الموساد الاسرائيلي اعترف بأن ياسين كان عميلا للموساد وان عملاء الموساد تمكنوا من تجنيده خلال تواجده في المانيا في بداية التسعينيات من القرن الماضي.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور عوزي اراد، وهو من المسؤولين السابقين الكبار في الموساد، والذي كان مستشارا سياسيا لرئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق بنيامين نتنياهو قوله أن عملاء الموساد الاسرائيلي تنصتوا علي محمود عباس (ابو مازن) في مكاتبه في تونس لمدة خمس سنوات متتالية. وقال اراد في يوم دراسي عقد في جامعة حيفا الثلاثاء أن الموساد تمكن من زرع اجهزة تنصت في الأدوات المكتبية في مكاتب عباس وفي الكراسي والطاولات.

واشار اراد كما ذكرت الصحيفة الاسرائيلية الي أن اجهزة التنصت لم تغير لمدة خمس سنوات، مؤكدا أن عدنان ياسين هو الذي قام بهذه المهمة.

عدنان ياسين ربما يكون أشهر جاسوس يتم اكتشافه كان يعمل في منظمة التحرير عقب انتقالها من بيروت إلي تونس، وكان مسؤولاً عن ترتيبات السفر في المنظمة. وبحكم علاقاته كان يدخل إلي مكاتب كبار المسؤولين بسهولة ويسر، وبفضل تعاونه مع اسرائيل كانت المخابرات الإسرائيلية تطلع علي كثير مما يدور في المكاتب الفلسطينية، وخلال جولات المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية التي سبقت توقيع اتفاق اوسلو، كان المفاوضون الفلسطينيون يصابون بالذهول عندما يدركون بأن الطرف الآخر لديه معلومات كافية عما سيطرحونه وما سيناورن عليه وخطط التفاوض التي عادة ما كانت توضع في مكتب محمود عباس (أبو مازن). وبقيت أصابع الاتهام متجهة نحو اسرائيل، لعدة أسباب منها ضلوع عاطف بسيسو، بحكم عمله مع أبو إياد، في عملية ميونخ، وهي التي نفّذت سلسلة العمليات الكثيرة بحجة ميونخ، وأضيف إلي ذلك سبب جديد، هو بمثابة رسالة إلي المخابرات الفرنسية (دي.أس.تيه) بأن الموساد غير راضٍ عن علاقتها مع المخابرات الفلسطينية.

وبعد التحقيق مع الجاسوس ياسين الذي لم يكشف عنه الكثير، فإن المعلومات المؤكدة كانت تتعلق بأن الموساد زوده بأجهزة تنصت متطورة جدا، وبعضها مثل الذي زرع في مكتب أبو مازن يمكن أن يعمل لخمس سنوات دون تغييره. وبالطبع لم يقتصر دوره علي ذلك، فأشارت التقارير التي نشرت بعد اعتقاله إلي تعاون ابنه هاني الذي يملك كراجا للسيارات في العاصمة التونسية، وكان يتم وضع أجهزة تنصت في السيارات التابعة للمنظمة ولرجالها التي تذهب للتصليح في كراج هاني. ومثلما يحدث في مرات كثيرة، غابت قضية عاطف بسيسو، عن اهتمامات الرأي العام الفلسطيني، ولكن هناك من كان حادث الاغتيال يعنيه بصورة مباشرة مثل زوجته ديما، ومحاميها فرانسوا جيبو، والقاضي جان لوي بروغيير، الذي كلف بالتحقيق في ملف اغتيال عاطف بسيسو في قلب العاصمة الفرنسية، ومعرفة الجهة التي تقف وراء حادث الإغتيال.

وبعد مرور سبع سنوات، وفي شهر اذار/مارس من العام 1999 قدم القاضي الفرنسي تقريره عن الحادث اتهم فيه الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء قتل بسيسو، وأنه استعان بذلك بالجاسوس عدنان ياسين لتنفيذ عملية اغتيال بسيسو الذي كان علي علاقة مع الاستخبارات الفرنسية. وفي حينه نفي رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحاق رابين أية علاقة للدولة العبرية في اغتيال بسيسو أو تجنيد عدنان ياسين للموساد الاسرائيلي.

تقارير صحف تونسية

تقارير الصحف التونسية 'الشروق' و'الحدث' و'الصريح'، كشفت النقاب عن معلومات وحقائق تشير إلى أنّ مساعد وزير الداخلية التونسي السابق أحمد بنور، المقيم حالياً في إحدى العواصم الأوروبية، قام 'بدورٍ مشبوه، حيث ساعد الاستخبارات الإسرائيلية على تنفيذ جرائمها ضد القيادات الفلسطينية' في تونس.

وأضافت الصحف أنّ أحمد بنور 'له علاقات قوية بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث قدّم لها معلومات هامة سهلت تنفيذ الغارة الجوية الإسرائيلية على مقر القيادة الفلسطينية في ضاحية حمام الشط جنوبي تونس العاصمة في الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر العام 1985'، والتي استهدفت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ولم توضحْ الصحف طبيعة المعلومات التي قدّمها أحمد بنور، واكتفت بالإشارة نقلاً عن مصادر فلسطينية، إلى أنّ عدداً من عائلات التونسيين والفلسطينيين الذين سقطوا في هذه الغارة 'بصدد إعداد ملف لطلب التحقيق في دور هذا المسؤول الأمني التونسي السابق'.

وأشارت 'الحدث' إلى أنّ نشاط أحمد بنور الذي 'جندته الاستخبارات الإسرائيلية إثر اجتماع تمّ في جزيرة قرقنة'، له دور في جريمة اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس.

وتشير الصحف التونسية نقلاً عن مصادر فلسطينية إلى أنّ تعامل بنور مع الصهاينة، تواصل حتى بعد اقالته من منصبه، حيث ما زال لغاية الآن يقوم 'بأدوارٍ مشبوهة وخطيرة تهدد الأمن القومي العربي بشكل عام'. وهي تؤكد أنه متورط أيضاً في جريمة اغتيال رجل الأمن الفلسطيني عاطف بسيسو. ولم تستبعدْ مصادر فلسطينية أخرى تورّط أحمد بنور في الأزمة السياسية والدبلوماسية بين فرنسا والكيان الصهيونيّ من جهة، وفرنسا وعددٍ من الدول العربية من جهة ثانية، بعد الزيارة الشهيرة لمؤسّس حركة القوميين العرب والأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جورج حبش، إلى باريس لتلقّي العلاج.

كتاب "حساب مفتوح"

أما كتاب "حساب مفتوح.. سياسة الإغتيالات الإسرائيلية"، الذي صدر مؤخراً، فقد كشف لأول مرة عن أن الموساد الإسرائيلي أعد خطة كاملة لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في العاصمة السورية دمشق في العام 1968. وقال مؤلف الكتاب اهارون كلاين، وهو ضابط مخابرات سابق ومحاضر في الجامعة العبرية إن رئيس الموساد في ذلك الحين مئير عميت، أمر وحدة التصفيات في الموساد والتي تدعى كيساريا، بإعداد الخطة لعرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ليفي اشكول والحصول على مصادقته. وفعلا قامت الوحدة حسب الكتاب بتجنيد عملاء عرب وغربيين، وتمكنت من إدخال سيارة مفخخة إلى دمشق حيث أوقفت بالقرب من مقر الرئيس عرفات، وكانت حاضرة لتشغيلها واغتيال عرفات. وأشار مؤلف الكتاب أن قائد وحدة كيساريا يوسي يريف، عمل مع عدد من الأشخاص على تحضير خطة اغتيال عرفات مدة ستة أشهر، مؤكداً أن عدداً قليلاً جداً من رؤساء الأقسام في الموساد كانوا على علم بها، خصوصاً وأنها كانت سرية للغاية.

وأضاف الكاتب أن رئيس الموساد اجتمع الى رئيس الوزراء، وشرح له عن العملية، لافتا إلى أن عرفات هو من أكثر الشخصيات الفلسطينية تزمتاً، وانه إذا بقي على قيد الحياة فانه سيجلب المشاكل لإسرائيل، وبالتالي فإن اغتياله سيخلص الدولة العبرية من ألد اعدائها، وخلال الاجتماع الذي عقد بين اشكول وعميت رفض الأول المصادقة على العملية، لافتا الى أن اغتيال عرفات سيؤدي الى سلسلة من الاغتيالات تنفذها التنظيمات الفلسطينية ضد مسؤولين اسرائيليين ويهود في جميع أصقاع العالم. ونقل الكاتب عن رئيس الموساد قوله إن عدم المصادقة على الخطة سبب الإحباط له وللعاملين في الموساد، خصوصا وأنهم كانوا متأكدين من أن اشكول سيصادق على تنفيذ العملية حيث قال عميت أن موت عرفات كان قاب قوسين او أدنى من ذلك.

يشار الى أن الكتاب الذي نشر بصورة متزامنة بالانكليزية في أميركا، وبالعبرية في اسرائيل ويقع في 223 صفحة من الحجم الكبير، هو أول كتاب يعنى بشؤون الموساد، والذي اعتمد فيه الكاتب على أرشيف الموساد وعلى مقابلات شخصية مع كبار رجال الموساد، الأمر الذي يمنحه مصداقية كبيرة.

كما يكشف المؤلف أن الشهيد عاطف بسيسو، الذي كان مسئولاً من قبل منظمة التحرير الفلسطينية عن العلاقات بين مخابرات المنظمة وبين المخابرات الغربية، تم اغتياله في الثامن من شهر حزيران/يونيو من العام 1992، في العاصمة الفرنسية باريس. وأوضح الكاتب أن بسيسو كان قد اخرج من قائمة الشخصيات الفلسطينية التي قررت الحكومة الإسرائيلية اغتيالها بعد مقتل الرياضيين الإسرائيليين في اولمبيادة مينخن، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير، اصدر أوامره لرئيس الموساد شبتاي شفيط بتصفيته. وفعلا قامت وحدة التصفيات كيساريا بتعقبه عند وصوله الى باريس، حيث قاد العملية شبيط نفسه، ولدى نزول الشهيد بسيسو من السيارة على مدخل فندق ميريديان مونفورت، اقترب منه احد عملاء الموساد وقام بإطلاق النار عليه من قرب بواسطة مسدس به كاتم صوت فتوفي على الفور، وبعدها لاذ العميل وصديقه بالهرب من المكان، حيث وصلا الى بيت استأجره الموساد في باريس. ومن هناك قام شبيط بالاتصال برئيس الوزراء شامير وابلغه أن العملية نجحت، فشكره شامير وأغلق الهاتف.

وأكد مؤلف الكتاب انه بعد وقوع العملية اتهم الرئيس عرفات الموساد باغتيال الشهيد بسيسو، ولكن اسرائيل نفت ذلك جملة وتفصيلا. وبعد وقوع عملية الاغتيال بعدة أسابيع، أكد الكاتب، قام رئيس المخابرات الفرنسية باستدعاء رئيس الموساد الى باريس للاجتماع به. وأكد أن الاجتماع كان حامي الوطيس، حيث قال رئيس المخابرات الفرنسية لنظيره الإسرائيلي بأن السلطات الفرنسية متأكدة من أن الموساد نفذ عملية الإغتيال، وعندما حاول شفيط إنكار ذلك، قاطعه الفرنسي وقال له بلهجة حاسمة إننا متأكدون من ذلك، وقال له أيضا أن المستويين السياسي والأمني في فرنسا لن يسمحا للموساد الإسرائيلي بتحويل باريس إلى عاصمة للإغتيالات، وهدده بأنه في حالة قيام الموساد بعملية أخرى فإن فرنسا ستقطع علاقاتها مع الدولة العبرية. وتابع الكاتب قائلا إن رئيس الموساد الإسرائيلي خرج من الجلسة الصعبة وهو مطأطئ الرأس، وابلغ رئيس حكومته بالموقف الفرنسي الصارم والحازم، الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية الى التوقف عن اغتيالات الشخصيات الفلسطينية على الأراضي الفرنسية.

جدير بالذكر أن المؤلف يستعرض في الكتاب عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد الإسرائيلي ضد كبار مسئولي منظمة أيلول الأسود، التي تزعم اسرائيل بأنها كانت المنظمة التي نفذت اغتيال الرياضيين الإسرائيليين في اولمبيادة مينخن، وبطبيعة الحال لا يخفي المؤلف الذي يدعي الموضوعية انحيازه التام الى الرواية الإسرائيلية الرسمية، على الرغم من أنه يلمح في عدد من فصول الكتاب الى ان دافع الانتقام هو الذي حفز اسرائيل، الدولة ذات السيادة، بقيادة رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقا غولدا مئير، الى اتخاذ قرار يتبنى سياسة العين بالعين والسن بالسن، أي بمعنى آخر، إن عمليات الاغتيال التي نفذت في أماكن عديدة من العالم، كانت بأسلوب المافيا، او الإرهاب، الذي طالما زعمت اسرائيل أنها ضحيته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق