29 يناير 2011

القادة العرب ومشاركتهم الفعالة في عمليات تهويد القدس وتهجير اهلها




إن قضية القدس هي القضية الأساسية والقضية الخطيرة وذات الأهمية الكبرى في العالم الإسلامي والعربي، وكذلك من عظمة القدس وأهميتها نجد أن حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا بل في العالم بأسره منذ أن احتلت، لأن احتلالها وتهويدها يمس عقيدة كل مسلم وحضارته وتراثه أينما كان باعتبارها الأرض التي أسرى إليها وعرج منها إلى السماء حبيبنا وسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
وهذا بحد ذاته يدخل في صلب عقيدة كل مسلم، وهي نص في آية من آيات كتاب الله جل جلاله . ولأنها القدس الأرض المباركة التي باركها الله وبارك حولها وهكذا تبقى القدس القضية ذات الأهمية الكبرى والجوهرية .

لقد احتلت القدس عندما تآمرت الأنظمة العربية على شعوبها، أما اليوم فإنه يوجد تحول جديد وخطير أكثر من التآمر، حيث أن هذه الأنظمة أصبحت سلطة تنفيذية للإدارة الأمريكية أي أنها تجسد الشرطي الأمريكي على امتداد الوطن العربي وتعتبر كل من خولت له نفسه بان يتحدث عن القدس وفك أسرها بأنه إرهابي وانه أصبح يثير القلق بالأمن القومي للدولة، لان هذا بحد ذاته يسبب قلق الإدارة الأمريكية وقادة الأنظمة حريصون كل الحرص بان لا يحدث هذا القلق لإدارة أسيادهم، وان تفكير شعوبهم بان تحرير القدس هو واجب وطني وديني هو الإرهاب بعينه فيقمعون شعوبهم، أما إسرائيل فلها الحق بان تقمع الشعب الفلسطيني وتصادر أرضه وتقتلعه من جذوره ولها الحق بهدم منازل المقدسين وتهويد القدس وحفر الإنفاق تحت المسجد الأقصى من اجل هدمه، ولها الحق بان تعبر بسفنها الحربية بكافة إشكالها وباختلاف نوعية حمولتها ومنها الذرية قناة السويس، كل هذا تحت مسميات اتفاقيات السلام والتطبيع، أما عزة وأهلها فإنهم يقبعون في العراء منذ حرب محرقة غزة، حرمان وحصار وتجويع، لا يسمح لهم إدخال ما يحتاجونه لإعادة أعمار بيوتهم التي دمرت، وهذا أيضا تحت مسميات حماية اتفاقيات السلام وبنودها، أما إسرائيل فلها الحق أن تضرب بعرض الحائط أي اتفاق وأي عهد، لأنها حليفة أسيادهم .

وبلا شك فأن صمت قادة الأنظمة العربية والإسلامية هو الذي شجع وجعل إسرائيل تتمادى وتتوسع في تنفيذ مخططاتها، فلو كانت هناك ردود فعل من هذه الأنظمة القابعة على صدور شعوبها لما أقدمت إسرائيل على ما تقوم به من تهجير لأهلنا المقدسين من بيوتهم وإسكان المستوطن فيها و مصادرة البعض الأخر منها و هدمه .

نعم أن هذا الصمت بحد ذاته هو مشاركة لقادة الأنظمة لما يحصل في القدس من تهويد. لو عدنا ونظرنا إلى نتائج كل مؤتمرات لا بل مؤامرات السلام لنعرف ماذا نتج عنها من اجل فلسطين وكذلك والقمم العربية ماذا أفرزت من النتائج لفلسطين وشعبها ومقدساتها حتى ولو كان على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد الرؤية و النظرة العربية الإسلامية تجاه فلسطين والقدس و ما تتعرض له القدس ، نعم وبلا شك كانت هناك نتائج متعددة كتابات للبيانات وإلقاء بيانات للامين العام للجامعة العربية التي يتقنها بلباقة، وتأجيل عقد قمة عربية إبان الحرب على غزة حتى تنتهي إسرائيل من حربها، وضعت خطط ودراسات ومشاريع من اجل إحياء عملية ما تسمى في السلام ولكنها وضعت بصيغ لا نجد بين سطورها إنهاء الاحتلال وملف اللاجئين وإيقاف الاستيطان وتهويد القدس وإنما كيف ومتى ينفذ مشروع التطبيع الشامل مع إسرائيل ولم نجد شيئا من أجلك أو تجاهك يا قدسنا، ولقد تجسد ذلك بعد مجزرة لا بل محرقة غزة مباشرة من خلال مؤتمر دافوس عندما حاول خلالها شمعون بيرس وكعادته تبرير تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية من الأطفال والنساء والشيوخ والرضع في حرب الهلوكوست الإسرائيلية على غزه يأتي في سياق الدفاع عن النفس، لم يطيب لرئيس الوزراء التركي أن يبقى بعد سماع ما سمع وبعد منعه من الاستمرار في الرد على بيرس فقرر أن ينتصر لفلسطين حيث غادر مؤتمر دافوس عائدا إلى تركيا نصرة لفلسطين وشعبها وقضيتها.

أما الأنظمة العربية الممثلة في أمينها العام فإنها ضربت فلسطين وشعبها بعرض الحائط وبقي أمينها لمواصلة المؤتمر لكي لا تغضب الإدارة الأمريكية، وجسد هذا التطبيع الحقيقي عندما اجتمع أمين عام الجامعة العربية الممثل لكافة هذه الأنظمة مع رئيس الاحتلال.
فهل بقي لنا رهان على أن هؤلاء القادة حريصين أو قادرين على حماية القدس من التهويد وتحريرها من الأسر
فلك الله يا قدسنا أما هم نشكوهم إلى الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق